وا أســـــــــــــــــــــــــــفـاه على الغيـــــــــــــــــــــــــــرة
2 مشترك
مــنــتديــآت هــمــس القــواريــر :: الـــقـــســـم الإســـــــلامــــي :: الـــمـــنـــتدى الإســـلامـــي
صفحة 1 من اصل 1
وا أســـــــــــــــــــــــــــفـاه على الغيـــــــــــــــــــــــــــرة
وا أســـــــــــــــفاه على الغيـــــــــــــــــــــرة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والعاقبة للمتقين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء و خاتم المرسلين عبده ورسوله محمد و على آله و صحبه أجمعين أما بعد ...
فإنه مما لا يخفى على كل مسلم عاقل وهبه الله بصيرة ما كانت تعاني منه البشرية قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم من ضلالة في المعتقد ووحشية في المعاملات وتردّ في السلوك .
فبعث الله جل وعلا رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم للناس كافة بشيراً و نذيراً و ليخرج الناس من ظلمات الشرك إلى نور التوحيد ، و من أخلاق الرذيلة إلى أخلاق الفضيلة ، و من ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة ، و من جور الأديان إلى عدالة الإسلام . فكان خير مبلغ صلوات ربي وسلامه عليه ، فأدى الامانة و بلغ الرسالة و نصح الأمة ..
و ماترك طريق خير إلا دل أمته عليه و ما ترك طريق شر إلا حذر أمته منه و ما كتم شيئاً مما أمره الله به و حاشاه من ذلك ، فنقل الأمة من ضلال الجاهلية و ذل العبودية لغير الله إلى نقاء العقيدة و عزة الإسلام .
و ما بعث ًُ به النبي صلى الله عليه وسلم نشر الأخلاق الحسنة و المعاملات الطيبة بين الناس كما قال صلى الله عليه وسلم [ إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ] السلسة الصحيحة 1/45 . فكان ما قال حقاً ..
فتمم مكارم الأخلاق و سار الناس على النهج السديد و تحلوا بهذه الأخلاق فتغيرت أحوالهم و علت هاماتهم و سمت آمالهم فأصبح الذليل عزيزاً و أصبح المنفُر مبشراً ، و أصبح الفظ الغليظ ليناً .
و ربى النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه التربية التي أصبحت مضرب الأمثال حتى أصبحوا مثلاً يقتدى بهم .
و كان من أعظم الاخلاق التي أوصى النبي صلى الله عليه و سلم و حَثّ عليها أمته (( الغيرة)) .. ذلك الخلق الذي افتقده كثير من المسلمين من حيث شعروا و من حيث لا يشعرون .
و قد نبه النبي صلى الله عليه وسلم هذه الأمة على عظم و منزلة هذا الخلق الفاضل حيث قال [ إن الله يغار و غيرة الله أن يأتي المرء ما حرم الله عليه] البخاري
( 5223)، مسلم ( 2761) .
فبين أن من انتهك حرمات الله فقد اجتاز سوراً عظيماً ، و بين ان ربنا جل وعلا يغار إذا انتهكت محارمه و تُعدي على حدوده.
ولما لهذا الخلق الطيب من أهمية قصوى ، و لأنه من قوائم الحياة الشريفة و العيش السعيد ، ولما له من دور في حفظ العزة و الشرف بين الناس فقد زرعه النبي صلى الله علي وسلم في قلوب أصحابه ، وبسبب التزامهم التربية العظيمة فقد ضربوا أروع الأمثلة تطبيقاً لما تَرَبوْا عليه ..
فعذا سعيد بن عبادة رضي الله عنه يقول :
(( لو رأيت رجلاً من امرأتي لضربته بالسيف غير مصفح فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه و سلم فقال [ أتعجبون من غيرة سعد لأنا أغيَر منه و الله أغْيَر مني ] البخاري ( 6846) مسلم ( 1499 ) .
فانظر إلى مدى ماوصل إليه أولئك النفر الطيبون من الغيرة على الأعراض و المحارم ، و انظر إلى نتائج تربية النبي صلى الله عليه وسلم ، و تأمل ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه حتى يتمكن هذا الخلق في قلوبهم و يأخذ مكانه في التطبيق .
ومن آثار هذا الخلق أيضاً حديث عائشة رضي الله عنها عندما قالت
[ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلاً ، قلت يا رسول الله النساء والرجال جميعاً ينظر بعضهم إلى بعض ؟! قال صلى الله عليه وسلم : يا عائشة الأمر أشد من ان ينظر بعضهم إلى بعض ] البخاري ( 6527) مسلم ( 2859) .
فَلَم تفكر رضي الله عنها بهول ذلك اليوم و لم يشد انتباهها بقدر ما أخذتها (( الغيرة)) على المحارم فسألت النبي صلى الله عليه وسلم بتعجب وذهول (( النساء و الرجال جميعاً ينظر بعضهم إلى بعض )) فقد أخذتها الغيرة ووصل الحياء منتهاه فانتبهت لأمر لا يعد شيئاً بالنسبة لهول ذلك المشهد العظيم ، لكن لفرط غيرتها فقد استحوذ الموقف على تفكيرها فلم تفكر في سواه.
وهذا علي رضي الله عنه يرسل لإحدى المدن يخاطب أهلها يقول
(( بلغني أن نساءكم يزاحمن العُلوج – كفار العجم- في الأسواق ألا تغارون ؟!! إنه لا خير فيمن لا يغار)) .
و هُنا سؤال ..
لم تحركت هذه الغَيْرة في قلوبهم ؟
لأنهم سمعوا و تعلموا و عرفوا اهمية الأمر الذي يوصي به النبي صلى الله عليه وسلم فأخذو به و اجتهدوا في تطبيقه و تركوا الوقوع في خلافه .
ثم بعد ذلك مضت العصور و ارتحل أولئك النفر الأطهار الأبرار الذين رفعوا راية التوحيد خفاقة ، و أذلوا الشرك و أهله و خفضوا رايتهم. و لكن بقيت آثارهم الطيبة محفوظة ليتعلم منها الناس و ليهتدوا بها .
لذلك لم تختف تلك الأمثلة الطيبة حتى بعد رحيلهم ، لأن الذيم جاءوا من بعدهم تمسكوا بما كان عليه أولئك النفر الطيبون .
و تأمل هذا الموقف الذي يعكس لك مدى (( الغيرة)) عند من تمسك بآثار السلف و سار على طريقهم .
(( حضرت امرأة عند أحد القضاة و ادعت على زوجها أن لها عليه خمسمائة دينار مهراً ، فانكر الزوج أن يكون لها في ذمته شيء، فقال القاضي : هات شهودك ليشيرون إليها في الشهادة فأحضرهم ، فاستدعى القاضي أحدهم و قال : أنظر إلى الزوجة لتشير إليها في شهادتك فقام الشاهد و قال للزوجة : (( قومي)) فقال الزوج ماذا تريد منها ؟ فقيل له (( لا بد أن ينظر الشاهد لوجه امرأتك لتصح معرفته بها... فأخذت الرجلَ الحميّةُ ، وحركه الغيرة على زوجته و صاح أما الناس (( أني أشهد القاضي على أن لزوجتي في ذمتي هذا المهر الذي تدعيه و لا تُسفر عن وجهها ..)) .
رحمهم الله .. أين هم من اناس في هذا الزمان انسلخوا من الحياء و فقدوا الغيرة ، فخرجت نساؤهم كاشفات الوجوه و الرؤوس والأيدي و السيقان ، ويزعمون أنهم اهل غيرة !! فالله المستعان و إليه المشتكى ..
ما بين إقبال ليل و استدارته تحول الحال و احتفت بنا النُذُرُ
فجاء هذا الزمان الذي ازدادت به غربة الدين ، و ضعف التمسك بالهدي الأول ، و ظهر أقوام يحلفون قبل أن يُستحلفوا ، ويشهدون قبل أن يُستشهدوا ، و يخونون ولا يؤتمنون ، ويقولون مالا يفعلون ..
فانحرفت الأمة عن الجادة وأصبح الدين غريباً في هؤلاء و أصبح المصلحون بينهم أشد غربة .
وادعى كثيراً منهم ((الغيرة)) ولكنه مجرد ادعاء لأن القول كذبه العمل فظهرت تلك الأمثلة التي تخدش الحياء و تضعف المروءة ، و انتشرت انتشار النار في الهشيم .
و تأمل ذلك الصنف من النسوة .. اللاتي ظهرن متبرجات بكل ما تعنيه كلمة التبرج سافرات بكل ما تعنيه كلمة السفور فكشفن عن الرأس و الساقين أو كشفن عن وجوههن ووضعن عليهن الزينة حتى ضاعت معالم الوجه من كثرة الأصباغ أو وضعهن العطور الفواحة التي يوجد شذاها من المدى البعيد .
أو ذلك الصنف من النسوة .. اللاتي يذهبن إلى الخياطين فيقوم الخياط بالتفصيل على إحداهن و يأخذ مقاسات جسمها ما علا منه وما نزل بل ويضع يده على بعض المواضع التي لو مد أبوها يده إليها لا ستحيت ، بل وتفصل عنده بعض الموديلات التي لا تلبسها إلا الساقطات من النساء اللاتي عُرِفن بالانحراف والفساد الصريح .
أو ذلك الصنف من النسوة اللاتي درسن أو عملن بين صفوف الرجال و تعاملن معهم كما تتعامل إحداهن مع أحد أفراد أسرتها المحارم وركبن السيارات و خرجن سافرات يَجُبْن الشوارع طولاً و عرضاً كالتائهات (( بل هن حقاً تائهات)).
أو ذلك الصنف من النسوة اللاتي ركبن مع الساءق يجوب بهن الشوارع والأسواق و الجامعات و غير ذلك من الأمكنة بمفردهن غير محتشمات عنه ، بل ويدخل إلى المنزل و كأنه أحد محارم الأسرة فلا يتحرجن و لا يستحين منه بحجة أنه (( سائق)) أو ((ليس برجل)) بمفهوم الكثير ، بل و تقف إحداهن تتحدث معه بقميص النوم بل ولعلها خاطبته وهي مضطجعة تنظر للتلفاز .. وكم حدثت من الجرائم والاعتداءات بسبب هذا الجهل (( قاتل الله الجهل و موت الحياء)) .
أو ذلك الصنف من النسوة اللاتي يتسكعن في الشوارع و يعاكسن الشباب حتى أصبحن كحاوية القمامة ما أُلقي فيها شيء إلا احتوته..!
أو ذلك الصنف من النسوة اللاتي يسافرن إلى بلاد الفجور والانحلال وحيدات سافرات متبرجات بلا رجال يبحثن عن الرذيلة وموت العفة.
او ذلك الصنف من النسوة اللاتي اخترعن طريقة جديدة للتبرج وهي (( التبرج المعلب)) بحث تلبس إحداهن (( البرقع)) الذي تبين من ورائه معالم الوجه والخدين و الرقبة ، او أنها توسع فتحة العينين وتزينها بالكحل ومواد التجميل أو أنها تظهر شعرها المصبوغ من فوق ذلك البرقع وتسمى ذلك ستراً ، إنما هو ستر مفضوح ..
و ما النقاب الجديد الذي يوضع على منتصف الأنف فيستر ما تحت ذلك و يظهر العينين والجبهة .. إلا على شاكلة ذلك البرقع أو أشد شرا.
أو ذلك الصنف من النسوة اللاتي ينظرن إلى المجلات الخليعة و الأفلام الهابطة ، ويستمعن إلى الأغاني الماجنة بل ويشترين ذلك بأموالهن .. فجعلن المال وسيلة للتردي والانحدار ،بدلاً من أن يكون وسيلة لصيانة الأعراض و حمايتها.
وتهافتت امامهن تلك الصرخة المدوية
أصون عرضي بمالي لا أدنسه لا بارك الله بعد العرض بالمال
أو ذلك الصنف من النسوة اللاتي يرقصن في الأعراس و الحفلات على أنغام الموسيقى الصاخبة و يلبسن الثياب المثيرة وبرقصن الرقصات المخلة بل و الأدهى ان يكون ذلك أمام الرجال وبين ظهرانيهم .
أو.. أو .. أو ..
ومع كل ما ذكر فإن ذلك غيض من فيض .. فهل هؤلاء النسوة يعرفن الحياء حقاً ؟!!
أو هل يظن أولياؤهن أنهم من أهل (( الغيرة)) ؟!! كلا و حاشا ..
وللخير أهل يُعرفون بهديهم إذا اجتمعت عند الخطوب المجامعُ
وللشر أهل يُعرفون بشكلهم تشير إليهم بالفجور الأصابعُ
فأين هؤلاء النسوة الغفلات عن تلك الأمثلة الرائعة التي سطرها الأولون ؟!!
وأين أولئك الذين يدعون (( الغيرة)) عن اتباع آثار من سلفهم ؟
أين هم عن غيرة النبي صلى الله عليه وسلم ؟
أين هم عن غيرة الصحابة رضي الله عنهم؟
أين هم عن غيرة المتمسكين بآثار السلف ؟
وفي خاتمة هذه الكلمات ، أذكر نفسي والجميع بأننا راجعون إلى الله عزوجل ليحاسبنا على ما قدمنا { واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يُظلَمُونَ} فالتوبة التوبة ، والإنابة الإنابة { يَأَيها الذين ءامنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم و يدخلكم جنت تجري من تحتها الأنهر ..} التحريم / 8
الحمد لله رب العالمين ، والعاقبة للمتقين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء و خاتم المرسلين عبده ورسوله محمد و على آله و صحبه أجمعين أما بعد ...
فإنه مما لا يخفى على كل مسلم عاقل وهبه الله بصيرة ما كانت تعاني منه البشرية قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم من ضلالة في المعتقد ووحشية في المعاملات وتردّ في السلوك .
فبعث الله جل وعلا رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم للناس كافة بشيراً و نذيراً و ليخرج الناس من ظلمات الشرك إلى نور التوحيد ، و من أخلاق الرذيلة إلى أخلاق الفضيلة ، و من ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة ، و من جور الأديان إلى عدالة الإسلام . فكان خير مبلغ صلوات ربي وسلامه عليه ، فأدى الامانة و بلغ الرسالة و نصح الأمة ..
و ماترك طريق خير إلا دل أمته عليه و ما ترك طريق شر إلا حذر أمته منه و ما كتم شيئاً مما أمره الله به و حاشاه من ذلك ، فنقل الأمة من ضلال الجاهلية و ذل العبودية لغير الله إلى نقاء العقيدة و عزة الإسلام .
و ما بعث ًُ به النبي صلى الله عليه وسلم نشر الأخلاق الحسنة و المعاملات الطيبة بين الناس كما قال صلى الله عليه وسلم [ إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ] السلسة الصحيحة 1/45 . فكان ما قال حقاً ..
فتمم مكارم الأخلاق و سار الناس على النهج السديد و تحلوا بهذه الأخلاق فتغيرت أحوالهم و علت هاماتهم و سمت آمالهم فأصبح الذليل عزيزاً و أصبح المنفُر مبشراً ، و أصبح الفظ الغليظ ليناً .
و ربى النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه التربية التي أصبحت مضرب الأمثال حتى أصبحوا مثلاً يقتدى بهم .
و كان من أعظم الاخلاق التي أوصى النبي صلى الله عليه و سلم و حَثّ عليها أمته (( الغيرة)) .. ذلك الخلق الذي افتقده كثير من المسلمين من حيث شعروا و من حيث لا يشعرون .
و قد نبه النبي صلى الله عليه وسلم هذه الأمة على عظم و منزلة هذا الخلق الفاضل حيث قال [ إن الله يغار و غيرة الله أن يأتي المرء ما حرم الله عليه] البخاري
( 5223)، مسلم ( 2761) .
فبين أن من انتهك حرمات الله فقد اجتاز سوراً عظيماً ، و بين ان ربنا جل وعلا يغار إذا انتهكت محارمه و تُعدي على حدوده.
ولما لهذا الخلق الطيب من أهمية قصوى ، و لأنه من قوائم الحياة الشريفة و العيش السعيد ، ولما له من دور في حفظ العزة و الشرف بين الناس فقد زرعه النبي صلى الله علي وسلم في قلوب أصحابه ، وبسبب التزامهم التربية العظيمة فقد ضربوا أروع الأمثلة تطبيقاً لما تَرَبوْا عليه ..
فعذا سعيد بن عبادة رضي الله عنه يقول :
(( لو رأيت رجلاً من امرأتي لضربته بالسيف غير مصفح فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه و سلم فقال [ أتعجبون من غيرة سعد لأنا أغيَر منه و الله أغْيَر مني ] البخاري ( 6846) مسلم ( 1499 ) .
فانظر إلى مدى ماوصل إليه أولئك النفر الطيبون من الغيرة على الأعراض و المحارم ، و انظر إلى نتائج تربية النبي صلى الله عليه وسلم ، و تأمل ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه حتى يتمكن هذا الخلق في قلوبهم و يأخذ مكانه في التطبيق .
ومن آثار هذا الخلق أيضاً حديث عائشة رضي الله عنها عندما قالت
[ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلاً ، قلت يا رسول الله النساء والرجال جميعاً ينظر بعضهم إلى بعض ؟! قال صلى الله عليه وسلم : يا عائشة الأمر أشد من ان ينظر بعضهم إلى بعض ] البخاري ( 6527) مسلم ( 2859) .
فَلَم تفكر رضي الله عنها بهول ذلك اليوم و لم يشد انتباهها بقدر ما أخذتها (( الغيرة)) على المحارم فسألت النبي صلى الله عليه وسلم بتعجب وذهول (( النساء و الرجال جميعاً ينظر بعضهم إلى بعض )) فقد أخذتها الغيرة ووصل الحياء منتهاه فانتبهت لأمر لا يعد شيئاً بالنسبة لهول ذلك المشهد العظيم ، لكن لفرط غيرتها فقد استحوذ الموقف على تفكيرها فلم تفكر في سواه.
وهذا علي رضي الله عنه يرسل لإحدى المدن يخاطب أهلها يقول
(( بلغني أن نساءكم يزاحمن العُلوج – كفار العجم- في الأسواق ألا تغارون ؟!! إنه لا خير فيمن لا يغار)) .
و هُنا سؤال ..
لم تحركت هذه الغَيْرة في قلوبهم ؟
لأنهم سمعوا و تعلموا و عرفوا اهمية الأمر الذي يوصي به النبي صلى الله عليه وسلم فأخذو به و اجتهدوا في تطبيقه و تركوا الوقوع في خلافه .
ثم بعد ذلك مضت العصور و ارتحل أولئك النفر الأطهار الأبرار الذين رفعوا راية التوحيد خفاقة ، و أذلوا الشرك و أهله و خفضوا رايتهم. و لكن بقيت آثارهم الطيبة محفوظة ليتعلم منها الناس و ليهتدوا بها .
لذلك لم تختف تلك الأمثلة الطيبة حتى بعد رحيلهم ، لأن الذيم جاءوا من بعدهم تمسكوا بما كان عليه أولئك النفر الطيبون .
و تأمل هذا الموقف الذي يعكس لك مدى (( الغيرة)) عند من تمسك بآثار السلف و سار على طريقهم .
(( حضرت امرأة عند أحد القضاة و ادعت على زوجها أن لها عليه خمسمائة دينار مهراً ، فانكر الزوج أن يكون لها في ذمته شيء، فقال القاضي : هات شهودك ليشيرون إليها في الشهادة فأحضرهم ، فاستدعى القاضي أحدهم و قال : أنظر إلى الزوجة لتشير إليها في شهادتك فقام الشاهد و قال للزوجة : (( قومي)) فقال الزوج ماذا تريد منها ؟ فقيل له (( لا بد أن ينظر الشاهد لوجه امرأتك لتصح معرفته بها... فأخذت الرجلَ الحميّةُ ، وحركه الغيرة على زوجته و صاح أما الناس (( أني أشهد القاضي على أن لزوجتي في ذمتي هذا المهر الذي تدعيه و لا تُسفر عن وجهها ..)) .
رحمهم الله .. أين هم من اناس في هذا الزمان انسلخوا من الحياء و فقدوا الغيرة ، فخرجت نساؤهم كاشفات الوجوه و الرؤوس والأيدي و السيقان ، ويزعمون أنهم اهل غيرة !! فالله المستعان و إليه المشتكى ..
ما بين إقبال ليل و استدارته تحول الحال و احتفت بنا النُذُرُ
فجاء هذا الزمان الذي ازدادت به غربة الدين ، و ضعف التمسك بالهدي الأول ، و ظهر أقوام يحلفون قبل أن يُستحلفوا ، ويشهدون قبل أن يُستشهدوا ، و يخونون ولا يؤتمنون ، ويقولون مالا يفعلون ..
فانحرفت الأمة عن الجادة وأصبح الدين غريباً في هؤلاء و أصبح المصلحون بينهم أشد غربة .
وادعى كثيراً منهم ((الغيرة)) ولكنه مجرد ادعاء لأن القول كذبه العمل فظهرت تلك الأمثلة التي تخدش الحياء و تضعف المروءة ، و انتشرت انتشار النار في الهشيم .
و تأمل ذلك الصنف من النسوة .. اللاتي ظهرن متبرجات بكل ما تعنيه كلمة التبرج سافرات بكل ما تعنيه كلمة السفور فكشفن عن الرأس و الساقين أو كشفن عن وجوههن ووضعن عليهن الزينة حتى ضاعت معالم الوجه من كثرة الأصباغ أو وضعهن العطور الفواحة التي يوجد شذاها من المدى البعيد .
أو ذلك الصنف من النسوة .. اللاتي يذهبن إلى الخياطين فيقوم الخياط بالتفصيل على إحداهن و يأخذ مقاسات جسمها ما علا منه وما نزل بل ويضع يده على بعض المواضع التي لو مد أبوها يده إليها لا ستحيت ، بل وتفصل عنده بعض الموديلات التي لا تلبسها إلا الساقطات من النساء اللاتي عُرِفن بالانحراف والفساد الصريح .
أو ذلك الصنف من النسوة اللاتي درسن أو عملن بين صفوف الرجال و تعاملن معهم كما تتعامل إحداهن مع أحد أفراد أسرتها المحارم وركبن السيارات و خرجن سافرات يَجُبْن الشوارع طولاً و عرضاً كالتائهات (( بل هن حقاً تائهات)).
أو ذلك الصنف من النسوة اللاتي ركبن مع الساءق يجوب بهن الشوارع والأسواق و الجامعات و غير ذلك من الأمكنة بمفردهن غير محتشمات عنه ، بل ويدخل إلى المنزل و كأنه أحد محارم الأسرة فلا يتحرجن و لا يستحين منه بحجة أنه (( سائق)) أو ((ليس برجل)) بمفهوم الكثير ، بل و تقف إحداهن تتحدث معه بقميص النوم بل ولعلها خاطبته وهي مضطجعة تنظر للتلفاز .. وكم حدثت من الجرائم والاعتداءات بسبب هذا الجهل (( قاتل الله الجهل و موت الحياء)) .
أو ذلك الصنف من النسوة اللاتي يتسكعن في الشوارع و يعاكسن الشباب حتى أصبحن كحاوية القمامة ما أُلقي فيها شيء إلا احتوته..!
أو ذلك الصنف من النسوة اللاتي يسافرن إلى بلاد الفجور والانحلال وحيدات سافرات متبرجات بلا رجال يبحثن عن الرذيلة وموت العفة.
او ذلك الصنف من النسوة اللاتي اخترعن طريقة جديدة للتبرج وهي (( التبرج المعلب)) بحث تلبس إحداهن (( البرقع)) الذي تبين من ورائه معالم الوجه والخدين و الرقبة ، او أنها توسع فتحة العينين وتزينها بالكحل ومواد التجميل أو أنها تظهر شعرها المصبوغ من فوق ذلك البرقع وتسمى ذلك ستراً ، إنما هو ستر مفضوح ..
و ما النقاب الجديد الذي يوضع على منتصف الأنف فيستر ما تحت ذلك و يظهر العينين والجبهة .. إلا على شاكلة ذلك البرقع أو أشد شرا.
أو ذلك الصنف من النسوة اللاتي ينظرن إلى المجلات الخليعة و الأفلام الهابطة ، ويستمعن إلى الأغاني الماجنة بل ويشترين ذلك بأموالهن .. فجعلن المال وسيلة للتردي والانحدار ،بدلاً من أن يكون وسيلة لصيانة الأعراض و حمايتها.
وتهافتت امامهن تلك الصرخة المدوية
أصون عرضي بمالي لا أدنسه لا بارك الله بعد العرض بالمال
أو ذلك الصنف من النسوة اللاتي يرقصن في الأعراس و الحفلات على أنغام الموسيقى الصاخبة و يلبسن الثياب المثيرة وبرقصن الرقصات المخلة بل و الأدهى ان يكون ذلك أمام الرجال وبين ظهرانيهم .
أو.. أو .. أو ..
ومع كل ما ذكر فإن ذلك غيض من فيض .. فهل هؤلاء النسوة يعرفن الحياء حقاً ؟!!
أو هل يظن أولياؤهن أنهم من أهل (( الغيرة)) ؟!! كلا و حاشا ..
وللخير أهل يُعرفون بهديهم إذا اجتمعت عند الخطوب المجامعُ
وللشر أهل يُعرفون بشكلهم تشير إليهم بالفجور الأصابعُ
فأين هؤلاء النسوة الغفلات عن تلك الأمثلة الرائعة التي سطرها الأولون ؟!!
وأين أولئك الذين يدعون (( الغيرة)) عن اتباع آثار من سلفهم ؟
أين هم عن غيرة النبي صلى الله عليه وسلم ؟
أين هم عن غيرة الصحابة رضي الله عنهم؟
أين هم عن غيرة المتمسكين بآثار السلف ؟
وفي خاتمة هذه الكلمات ، أذكر نفسي والجميع بأننا راجعون إلى الله عزوجل ليحاسبنا على ما قدمنا { واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يُظلَمُونَ} فالتوبة التوبة ، والإنابة الإنابة { يَأَيها الذين ءامنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم و يدخلكم جنت تجري من تحتها الأنهر ..} التحريم / 8
رد: وا أســـــــــــــــــــــــــــفـاه على الغيـــــــــــــــــــــــــــرة
يعطيك العافيه حبيبتي
ثلوووجه
الله لايحرمنا منك
سنووايت- قلمـ لايتوقف !
- عدد الرسائل : 204
العمر : 109
المزاج : رااايق
رقم العضويه : 6
نقاط : 10
تاريخ التسجيل : 04/12/2008
مــنــتديــآت هــمــس القــواريــر :: الـــقـــســـم الإســـــــلامــــي :: الـــمـــنـــتدى الإســـلامـــي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى